السبت, 2024-05-11, 6:51 PM
أهلاً بك زائر | RSS

جمعية رسالة مصر للتنمية الشاملة الخيرية

كاتالوج المقالات

الرئيسية » مقالات » مقالاتي

مقال أعجبني جدا
لم أكن أتوقع أن يحدث شئ يؤثر على الناس بمثل هذا الشكل الذي فعلته الثوره.
لقد أصبحت كل أحاديثنا وبرامجنا التلفزيونيه ومقالاتنا وإعلاناتنا وكل شئ نفعله يدور حول الثوره.
ولكن المدهش حقاً هي الشخصيات التي (ولامؤاخذه في الكلمه) أفرزتها الثوره.
بقى عندنا شوية أنماط من البشر، لم يكونوا موجودين من قبل.
 
الثائر الهستيري
 
وهو الشخص الذي يتوجه مباشرة إلى التحرير كلما تجَّمع ثمن تذكرة المترو في جيبه ..
وهو غالباً من الشخصيات التي كانت ثائره أصلاً من قبل ما الثوره تقوم...هذا النوع الذي يرتدي الكوفيه الفلسطيني إلى أي مكان يذهب إليه، سواء المقهى أو سبوع إبن خالته، ويمتلك عدد غير معلوم من تلك التي شيرتات المطبوع عليها صورة  "جيفارا"... ولحيته دائماً غير محلوقه ليست طويله في نفس الوقت، حتى إنك تتعجب كيف يحافظ عليها دائماً في هذا الشكل، والأرجح إنه يحلقها ثم لا يخرج من بيته لمدة يومين حتى تصل إلى الطول المسموح به، فيرجع ليمارس حياته الطبيعيه مره أخرى.
الشخص ده لمّا صدق بقى إن الثوره قامت...عاش في الميدان أسعد لحظات حياته، ليس لأن الهدف الذي يثور من أجله يتحقق، ولكن لأن "فعل" الثوره نفسه بالنسبه له حاجه كده زي كليبات نانسي عجرم بالنسبه لنا.
وهذا الشخص يرى أن اي مخالفه مروريه تستوجب الإعتصام في التحرير...وأي محاوله للتهدئه، خيانه عظمى...
وهو شخص لا يريد للمظاهرات أن تتوقف مهماً حدث...فإذا تحققت مطالبه، يدعو إلى الإعتصام من أجل مطالب جديده...وإذا تحققت هذه المطالب، يدعو إلي مليونيه من أجل الإحتفال بتحقيق تلك المطالب...وإذا إحتفل بهذه المطالب، يدعوا لمليونيات جديده من أجل إستمرار الضغط على المجلس العسكري ...
والفرق بينه وبين الثائر الحقيقي الذي قد يكون شارك أيضاً في كل هذه المظاهرات، هو أن الثائر الحقيقي يريد ان يتحقق ما يتظاهر من أجله لكي يعود إلى بيته سعيداً، أما الثائر الهستيري فهو في حالة بحث دائم عن سبب يجعله لا يعود إلى بيته...
 
مثقفي الثوره
 
هو الشخص الذي أخيراً سنحت له الفرصه لأن يستخدم كل المصطلحات المجعلصه التي يحفظها ...
هو الشخص الغتيت الذي كان يقرأ شعر محمود درويش ومقالات فهمي هويدي في الوقت الذي كان رفاقه في المدرسه بيعاكسوا المزز إللي في مدرسة البنات، وأجدع واحد فيهم بيقرا ميكي جيب.
وهو شخص دايماً قرفان من جهلك، وتشعر إنه في قرارة نفسه لا يصدق إنه يتعامل مع أشخاص مثلك لم يقرأوا لموليير ولا يسمعون باخ ولا يدفعون عشرات الجنيهات ليشاهدو عروض الباليه ...
أنت مكانك الطبيعي على القهوه أو واقف عند كشك وهو مكانه الطبيعي مسرح الهناجر أو المركز الثقافي الروسي.
ما علينا ...
هذا الشخص بقى، لا يتحدث مثلنا أبداً ...
فما تراه أنت تجمع شباب على ناصيه، يراه هو إئتلاف، وما تصفه أنت بفكره، يصفه هو بأيديولوجيه، وأي مخالف في الرأي هو فلول أو أذناب، وعهد مبارك إسمه العهد البائد، وأي واحد بسيط يبقى يساري أو إشتراكي، وأي واحد غني يبقى رأس مالي، وشلة أصحاب فلان الفلاني يبقوا المواليين لفلان الفلاني، وأي مزه تبقى أجنده، وعزّ الخناقه بالنسباله هو "خضم المعركه"، والمقدمات بالنسبالك هي في لغته إرهاصات...وأي إتنين بيتكلموا عن أي إبن ***** يبقى حوار وطني....ولو إتفقوا في الكلام، يبقى لقاء فكري ...
فكري مين يا عم الحاج؟ ...
هو ده الشخص اللي كان مستني الثوره تقوم عشان يقدر يقول جمله من نوع..
" المد الديني العاتي في الوقت الراهن يجب أن تقابله تيارات ليبراليه متفتحه من أجل الوصول إلى توازن قوى يحقق المصلحه العامه"
الكلام ده تقولوا في بيتكم يا حبيبي.
 
الساخط على الثوره
وهو الشخص اللي لو إتكعبل في طوبه وهو ماشي في الشارع، هيقول "ملعون أبو الثوره...ما كنا عايشين كويس  "...
يتعامل مع الجميع كأنه البرنس علاء في فيلم رد قلبي...ينظر حوله إلى الناس في الشوارع وللزحام المروري بقرف شديد وكأنه كان عايش في سويسرا من تلات تشهر وإتفاجئ بالوضع ده لما جه.
يلوم كل شئ على الثوره، وكأن الدنيا كانت بمبي قبلها، أو كأن الحكومه القديمه كانت مخصصاله مُدلِّكه برازيليه تصاحبه في كل مكان يذهب إليه، ثم أتت الثوره وسحبتها منه.
الحاجه غاليه بسبب الثوره، والمرتبات ضعيفه بسبب الثوره، والشغل واقف، والناس غبيه، ومراته وحشه بسبب الثوره.
وكأن المرتب ده مش هو نفس مرتبه قبل كده، أو كأنهم سحبوا منه مراته المزه وبدلوها بمضيفه في مصر للطيران بعد الثوره..أو كأن الفكهاني ماكانش بيرضى ياخد منه فلوس، واللحمه كانت بتلاته جنيه، والشوارع كانت مليانه بوفيهات إيت آز ماتش آز يو كان قبل الثوره.
تقول له، يا عم الثوره مالهاش ذنب، ده النظام القديم هو اللي تسبب في ضعف المرتبات، وهو اللي خلى الجهل يبقى منتشر، وهو اللي صنع جيوش البلطجيه ونظمها وهربها من السجون...إنما أبداً...برضه تلاقيه مُصِّر إنه يتصرف كأنه كان إقطاعي والثوره أممت ممتلاكته...يا عم واللهِ العظيم دي مش ثورة 52...دي ثورة يناير، إللي شهداءها ماتوا في أحداث يناير..إنت مابتسمعش حماده هلال ولا إيه؟
 
مزة الثوره
 
ودي بقى غير المزه اللي هريانا فيديوهات على فيس بوك من أمريكا...وتختلف عن المزه العاديه في عدة أشياء ...
مزة الثوره لم تجلس مكتوفة الأيدي أيام الإنفلات الأمني، وإنما أبت أن ترضخ للضغوط والتهديدات، ورفضت أن تغير نمط حياتها ومبادئها من أجل حفنه من الرعاع والبلطجيه، فهبت من بيتها خارجه، وضربت الليجنجز والنظاره الشمسيه، وذهبت إلي "كوفي بين" الزمالك غير خائفه.
تلك هي روح الثوره الحقيقيه ...
ولم يخلوا منها الميدان أبداً حتى في أحلك اللحظات، فقد ذهبت مع "جروب" من أصدقائها إلي الميدان لأول مره لتحتفل برحيل الرئيس السابق يوم 11 فبراير، فيما سمي فيما بعد بمعركه المزز...حيث كان لهم دور بطولي في إلتقاط الصورعند مداخل الميدان، حيث وقفوا وهتفوا بصوت كالرعد..."إرفع راسك فوق إنت مصري".
ولها آراء سياسيه عميقه لا تخلو من الدهاء، وتحليلات لا يقدر على مثلها سوى أعتى خبراء السياسه، مثل:
"عصام شرف ده كيوت أوي بجد، أنا كنت هاعيط لمّا إتأثر في العاشره مساءً مع منى الشاذلي"..
أوه " أنا خايفه موت إن السلفيين يمسكوا البلد، دي تبقى مصيبه...أكيد هيقفلوا لابوديجا وأوبرجين، ومش بعيد خروجتنا الوحيده تبقى كنتاكي، ده لو سابوه أساساً "
"هو أنا أحط أنهي صباع في الحبر الفسفوري؟" ... أنا الحقيقه مافيش في دماغي غير صباع واحد.
 
أصيع واحد في الثوره
 
وهو من المتأثرين بنظريه المؤامره وقائدها العظيم محمد حسنين هيكل ...
حيث لا شئ في الحقيقه كما يبدو ...
"بذمتك فيه رئيس مخلوع يقعد في شرم الشيخ؟...يا إبني ده قاعد هنا في القصر وزكريا عزمي بيروحله كل يوم، ده هو إللي لسه متحكم في كل حاجه "
وعندما تثبت الأيام أن نظريته خاطئه ...
"إنت فاكر إن الناس دي إتسجنت بجد؟...لأ طبعاً...يا إبني بطلوا سذاجه بقى، هو كل ما في الأمر، لبسوا كل واحد فيهم ترنج أبيض..وخدوله صورتين جوه زنزانه، ويلا على فرنسا يا حبيبي منك له، ولا من شاف ولا من دري "
ثم تبدأ النظريات الميتافيزيقيه الهلاميه ...
" إمبارح كان الخميس...وبكره السبت...والريس تنحى يوم جمعه..عايز تفهمني إن كل ده صدفه؟...طاب ليه متنحاش يوم تلات؟...وإشمعنى فبراير إللي يتنحى فيه؟...يعني هي السنه فيها 12 شهر كاملين...ييجي هو بقى على الشهر الوحيد إللي 28 يوم، ويتنحي فيه؟...يا سلام!!...وبتقولي مافيش ثوره مضاده؟...يابني إنتوا بتهرجوا "
وأقوى فقره بقى، عندما يظهر لك إنه يمتلك معلومات خطيره ولكنه ليس في حل من ذكرها
"بص..أنا كل إللي هاقدر أقولهولك حاجه واحده بس...الثوره قامت...والأهلي كسب الشرطه والجيش في إسبوع واحد...ومكتبه سوزان مبارك في الدقي...مش هقدر أقول أكتر من كده...بس... أظن الحكايه بقت واضحه أهه "
 
الثوري السافل
 
وهو الشخص إللي يحط صباعه في عينك، ولما تقول له ليه يا عم كده؟...يقولك " إحنا في عصر الحريه "
ويتعامل مع الناس بشكل عام على إنه صاحب فضل عليهم...أنا عملتلكم الثوره...إنتوا عملتوا إيه؟
لا يقبل النقد، ويأخذ أي نقد للثوره كأنك قولت له إن الست والدته مش محترمه...أو أسوأ..ولسان حاله، ولسان بقه في أحيان كثيره يقول ...
" قرفتونا بقى بجبنكم وكسلكم، كنتوا فين وإحنا بنتضرب يوم 25؟...كنتوا فين لما هجموا علينا بالجمال والملوتوف؟...من أنتم؟؟"
وهو نفس الشخص اللي لو زنقته في الكلام في مناقشه، يعملك إختبار الثوره المفاجئ ...
"كنت فين الساعه 4 العصر يوم 5 فبراير؟... كنت في الميدان؟...طاب كان فيه واحد عند الإذاعه اللي عند هارديز لابس بلوفر أزرق في أبيض...كان ماسك يافطه مكتوب عليها إيه؟...إزاي ما شفتوش يعني؟...ما كلنا شوفناه...ما انت لو كنت جيت كنت شوفته...لأ إسمحلي..كلامك مش مقنع خالص "
وفيه برضوا إختبار أكمل الجمله الآتيه:
"الجدع جدع..والجبان ــــ؟ــــــ....وإحنا يا ــــــ؟ـــــــ....هنبات في ـــ؟ــــ"
وأي راجل كبير يقول حاجه مش عاجباه...تلاقيه قامله "معلش حضرتك...الكلام اللي انت بتقوله ده أي كلام...هو إنتوا جايين تتكلموا دلوقتي؟..كان فين جيلكم إللي فضل ساكت تلاتين سنه مافتحش بقه؟...دلوقتي كلكوا جايين تتكلموا وعايزين تركبوا على الثوره؟... أنا ماقلتش أدبي!!..ما أنا باقولك حضرتك أهه!! "
 
الشخصيات دي - وغيرها كتير- أفرزتها الثوره المصريه....زي ما طلّعت الوطنيه جوّه ناس كتير، وطلّعت شجاعه غير عاديه من ناس ماكناش نتصور إنها ممكن تثبت في خناقه، مش قدام رصاص وسيوف ومولوتوف ....
بس فيه ناس بقت واخده نفسها جد قوي...مش عايز حد يقول عليه كلمه،  إحنا هنهزر ولا إيه؟...إحنا في ثوره...والنبي مش ناقصين تريقه ...
من إمتى إحنا مابنقبلش النقد؟..من إمتى المصريين مابيتريقوش على نفسهم وعلى غيرهم من غير زعل؟ ...
لو شوفت نفسك أو حد تعرفه في شخصيه من دول، ماتزعلش، وماتعملش زي اللي على راسه بطحه ...
إعمل زي ما المصريين طول عمرهم بيعملوا...ماتاخدش الحكايه على صدرك ... وإضحك ...
إضحك يا أخي ... ده الضحك أسقط النظام ...
 
مصطفى حلمي
مجلة "إحنا" عدد مايو2011


المصدر: http://amdono1.do.am/
الفئة: مقالاتي | أضاف: fireball (2011-05-26) | الكاتب: أحمد كمال عبد العزيز جاب الله E W
مشاهده: 528 | تعليقات: 1 | وسمات: أنماط من البشر, lمجلة إحنا, مصطفى حلمي | الترتيب: 0.0/0
مجموع المقالات: 0
إضافة تعليق يستطيع فقط المستخدمون المسجلون
[ التسجيل | دخول ]
فئة القسم
تصويتنا
قيم موقعي
مجموع الردود: 22
إحصائية

المتواجدون الآن: 1
زوار: 1
مستخدمين: 0
طريقة الدخول
بحث
أصدقاء الموقع