السبت, 2024-05-11, 11:25 AM
أهلاً بك زائر | RSS

جمعية رسالة مصر للتنمية الشاملة الخيرية

كاتالوج المقالات

الرئيسية » مقالات » مقالاتي

رسآلـة مـن أم مـكـلـومـة إلى ولدهــآ








الحمد لله فارج الهم ، وكاشف الغم ، والصلاة والسلام على نبينا محمد
 
صلى الله عليه وسلَّم 
 
 ،،،،،، وبعد 

**يـابُـنـي إنــنــي أمــك


يـــآ بُنــــــيَّ
 
هذه رسالة مكلومة من أمك المسكينة 
 
كتبتها على استحياء بعد تردد وطول انتظار 

أمسكت بالقلم مرات فحجزته الدمعة 
 
وأوقفت الدمعة مرّات ، فجرى أنين القلب

يابني ،، بعد هذا العمر الطويل أراك رجلاً سوياً
 
متزن العاطفة ،، ومن حقي عليك أن تقرأ هذه الورقة
 
وإن شئت بعد فمزقها كما مزقت أطراف قلبي من قبل 

**يـابُـنـي إنــنــي أمــك

يـــآ بُنــــــيَّ
 
منذ خمسة وعشرين عاماً كان يوماً مشرقاً
 
في حياتي عندما أخبرتني الطبيبة أني حامل ،، والأمهات يابني يعرفن
 
معنى هذه الكلمة جيداً ،، فهي مزيج من الفرح والسرور ،، وبداية
 
معاناة
 
مع التغيرات النفسية والجسمية ،، وبعد هذه البشرى حملتك تسعة
 
أشهر
 
في بطني فرحة ،، أقوم بصعوبة ،، وأنام بصعوبة ،، وآكل بصعوبة 

وأتنفس بصعوبة ،، لكن ذلك كله لم ينتقص من محبتي لك وفرحي بك
 
بل نمت محبتك مع الأيام ،، وترعرع الشوق إليك
 
 
 
حملتك يابني وهناً على وهن ،، وألماً على ألم
 
أفرح بحركتك ،، وأُسَــرُّ بزيادة وزنك ،، وهي حمل علي ثقيل


**يـابُـنـي إنــنــي أمــك

إنها معاناة طويلة أتى بعدها فجر تلك الليلة التي
 
لم أنم فيها ولم يغمض لي فيها جفن ،، ونالني من الألم والشدة
 
والرهبة
 
والخوف ما لا يصفه قلم ،، ولا يتحدث عنه لسان ،، اشتد بي الألم
 
حتى
 
عجزت عن البكاء
 
حتى خرجت إلى الدنيا فامتزجت دموع صراخك
 
بدموع فرحي ،، وأزلت كل آلامي وجراحي،، بل حنوت عليك مع شدة
 
ألمي وقبلتك قبل أن تنال منك قطرة ماء 

**يـابُـنـي إنــنــي أمــك

يـــآ بُنــــــيَّ

 
مرت سنوات من عمرك وأنا أحملك في قلبي
 
وأغسلك بيدي ،، جعلت حجري لك فراشاً 
 
سهرت ليلي لتنام ،، وتعبت نهاري لتسعد ،، أمنيتي كل يوم ، أن أرى
ابتسامتك ،، وسروري في كل لحظة ،، أن تطلب شيئاً أصنعه لك
 
هي منتهى سعادتي ،،،،،، ومرت الليالي
 
والأيام وأنا على تلك الحال خادمة لم تقصر ،، ومرضعة لم تتوقف
 
وعاملة
 
لم تسكن ،، وداعية لك بالخير والتوفيق لا تفتُــر 

**يـابُـنـي إنــنــي أمــك

أرقبك يوماً بعد يوم حتى اشتد عودك ،، واستقام
 
شبابك ،، وبدت عليك معالم الرجولة ،، فإذا بي أجري يمينا وشمالاً
 
لأبحث لك عن المرأة التي طلبت

**يـابُـنـي إنــنــي أمــك

وأتى موعد زواجك ،، واقترب زمن زفافك ،، فتقطع قلبي 
 
وجرحت مدامعي ،، فرحة بحياتك الجديدة ،، وحزناً على فراقك 

ومرت الساعات ثقيلة ،، واللحظات بطيئة ،، فإذا بك
 
لست ابني الذي أعرفك ،، اختفت ابتسامتك ،، وغاب صوتك 
 
وعبس محياك ،، لقد أنكرتني وتناسيت حقي ،، تمر الأيام أراقب
 
طلعتك
 
وأنتظر بلهف سماع صوتك ،، لكن الهجر طال والأيام تباعدت 

**يـابُـنـي إنــنــي أمــك

أطلت النظر إلى الباب فلم تأت ،، وأرهفت السمع لرنين الهاتف
 
لعلّي أسمـع لـك صـوتــاً 
 
والأيام تطاولت ،، فلا أراك ولا أسمع صوتك ،، وتجاهلت من قامت بك
 
خير
 
قيام

**يـابُـنـي إنــنــي أمــك

يـــآ بُنــــــيَّ 
 
 
لا أطلب إلا أقل القليل
 
اجعلني في منزلة أطرف أصدقائك عندك ، وأبعدهم حظوة لديك 

اجعلني يابُنَيَّ إحدى محطات حياتك الشهرية لأراك فيها ولو لدقائق
**يـابُـنـي إنــنــي أمــك

يـــآ بُنــــــيَّ
 
 
 
إحْدَوْدَبَ ظهري
 
وارتعشت أطرافي ،، وأنهكتني الأمراض ،، وزارتني الأسقام 
 
لا أقوم
 
إلا بصعوبة ،، ولا أجلس إلا بمشقة ،، ولا يزال قلبي ينبض بمحبتك 
 
لو أكرمك شخص يوماً لأثنيت على حسن صنيعه
 
وجميل إحسانه ،، وأمك أحسنت إليك إحساناً لا تراه ومعروفاً
 
لا تجازيه ،، لقد خدمتك وقامت بأمرك سنوات وسنوات 

فأين الجزاء والوفاء ؟؟؟؟ 

**يـابُـنـي إنــنــي أمــك

يـــآ بُنــــــيَّ
 
 
كلما علمت أنك سعيد في حياتك زاد فرحي وسروري
 
وأتعجب
 
أي ذنب جنيته حتى أصبحت عدوّةً لك
 
  لآ تطيـق رؤيتـي ، وتـتـثـاقــل زيـارتــي ؟؟؟؟ 
 
هل أخطأت يوماً في معاملتك ،، أو قصرت لحظة في خدمتك ؟؟؟؟ 

اجعلني من سائر خدمك الذين تعطيهم أجورهم ،، وامنحني جزءاً من
 
 
رحمتك
 
ومُنّ عليّ ببعض أجري ،، وأحسن فإن الله يحب المحسنين 

يابني أتمنى رؤيتك ،، لا أريد سوى ذلك ،، دعني أرى عبوس وجهك
 
وتقاطيع
 
غضبك

**يـابُـنـي إنــنــي أمــك

يـــآ بُنــــــيَّ 
 
تفطر قلبي ، وسالت مدامعي ، وأنت حي ترزق
 
ولا يزال الناس يتحدثون عن حسن خلقك وجود كرمك 

**يـابُـنـي إنــنــي أمــك

يـــآ بُنــــــيَّ 
 
 
أما آن لقلبك أن يرق لامرأة ضعيفة أضناها الشوق
 
وألجمها الحزن ،، جعلت الكمد شعارها ،، والغم دثارها ،، وأجريت لها
 
دمعاً
 
وأحزنت قلباً ،،،،، وقطعت رحماً 

**يـابُـنـي إنــنــي أمــك

يـــآ بُنــــــيَّ 
 
 
هاهو باب الجنة دونك فاسلكه ،، وأطرق بابه بابتسامة عذبة
 
وصفح جميل ،، ولقاء حسن ،، لعلي ألقاك هناك برحمة ربي كما
في الحديث : الوالد أوسط أبواب الجنة ، فإن شئت فأضع ذلك
 
الباب أو أحـفـظـــه 
 
 رواه أحمد

**يـابُـنـي إنــنــي أمــك

يـــآ بُنــــــيَّ 
 
 
أعرفك منذ شب عودك ،، واستقام شبابك 
 
تبحث عن الأجر والمثوبة ،، لكنك اليوم نسيت حديث النبي صلى الله
 
عليه وسلم 
 
إن أحب الأعمال إلى الله الصلاة في وقتها ، ثم بر الوالدين ، ثم
 
الجهاد في سبيل الله  متفق عليه
 
هاك هذا الأجر دون قطع الرقاب وضرب الأعناق
 
فأين أنت عن أحب الأعمال ؟ 

**يـابُـنـي إنــنــي أمــك

يـــآ بُنــــــيَّ

 

إنني أعيذك أن تكون ممن عناهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله 
 
رَغِمَ أَنْفُهْ ، ثم رَغِمَ أنْفُه ، ثمَّ رَغِمَ أَنْفُهْ قيل : من يا رسول الله ؟
 
قال : من أدرك والديه عند الكبر ، أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة
 
رواه مسلم

**يـابُـنـي إنــنــي أمــك

يــآ بُـنــــــيّ 
 
لن أرفع الشكوى ،، ولن أبث الحزن ،، لأنها إن ارتفعت
 
فوق الغمام ،، واعتلت إلى باب السماء ،، أصابك شؤم العقوق 
 
ونزلت بك العقوبة
 
وحلت بدارك المصيبة ،، لا ،، لن أفعل ،، لا تزال يا بني فلذة كبدي
 
وريحانة فؤادي وبهجة دنياي أَفِقْ يا بني ،، بدأ الشيب يعلوا مفرقك 
 
وتمر سنوات ثم تصبح أباً شيخاً ،، والجزاء من جنس العمل
 
وستكتب رسائل لابنك بالدموع مثلما كتبتها إليك 
 
وعند الله تجتمع الخصوم 

**يـابُـنـي إنــنــي أمــك

يــآ بـُنــــيَّ 
 
إتّقِ الله في أمك 
 
والزمها فإن الجنة عند رجليهآ كفكف دمعها ،، وواس حزنها
 
وإن شئت بعد ذلك فمزق رسالتها 

واعلم : أن من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها



**يـابُـنـي إنــنــي أمــك

وهذه هدية خاصة جدا لكل من شرف الموضوع بقدومه العطر الذي
 
و زاد
 
الموضوع جمالا

يا بني

**يـابُـنـي إنــنــي أمــك


لسوف أعود يا أمي

**يـابُـنـي إنــنــي أمــك


نسأل الله لنا ولكم الهدى والتوفيق والسداد



 

 

 
 


الفئة: مقالاتي | أضاف: fireball (2010-12-25)
مشاهده: 517 | الترتيب: 0.0/0
مجموع المقالات: 0
إضافة تعليق يستطيع فقط المستخدمون المسجلون
[ التسجيل | دخول ]
فئة القسم
تصويتنا
قيم موقعي
مجموع الردود: 22
إحصائية

المتواجدون الآن: 1
زوار: 1
مستخدمين: 0
طريقة الدخول
بحث
أصدقاء الموقع